السبت، 4 أبريل 2015

الشقيانة .....

























الشقيانة ...
هذا مااحسست به ، وقتما رأيتها هذه المرة منذ يومين ، المرة السابقة كانت منذ عشرة سنوات ، والمرة قبلها كانت منذ خمسه وعشرين عاما من اليوم ....
الشقيانة ...
هي بائعه الخضار في احد الشوارع الجانبية المتفرعه من شارع فيصل ...
عرفتها منذ خمسه وثلاثين عاما ، كنت اسكن بجوارها في المنطقه الجديدة التي كانت زراعيه وهجمت عليها المباني الاسمنتيه المخالفه وشق فوق ترعتها طريقا سمي " شارع فيصل " ، كنت شابه صغيرة في بدايه حياتي الاسرية ، وكانت هي بائعه الخضار التي تفرش بضاعتها علي الرصيف ، شابة تربي طفلين ابنة جميلة وابن صبي ، تعرفنا بحكم الجيرة وصرت زبونتها وسرعان ماتصادقنا ...
ارملة تربي ابنها وابنتها علي ذراعها ، ومن سيساعدها ، اسرتها لن تفعل فهي تحمل حملا ثقيلا صغيرين ولد وبنت يلزمهما مصروفات لن يلتزم بها غيرها ، اسرة ابيهم نسيتهم وقتما مات ابنهم وانقطعت علاقتها بهما وبها طبعا ...
لم تستسلم للظروف الضاغطه التي حاصرتها وقررت تعمل دون مؤهل او معرفه او استعداد خاص ، قررت تبيع خضار في الشارع الذي استأجرت شقه فيه وعاشت تربي ابناءها .... 
كانت ترتدي نظارة فوق عينيها الكحيلتين وتقرأ الصحف اليوميه الثلاث بمنتهي الداب ، وتضرب ابنها الصبي ليضرب اخته الاصغر ليصبح رجل البيت ويحميها ، تقصد هي وابنتها ...
لااعرف كيف تصادقنا ، لكني احببتها ، ربما احببت قوتها ، احببت شجاعتها وقتما تجلس علي الرصيف تدخن سجائرها وتبيع الخضار وتتابع عودة الصغار من المدرسه وتتعامل في الشارع بقوة وهيبه الرجل فلم يتجرأ عليها احدهم واذا ما وطأ قدم غريب الشارع وتصورها سهله تعيده لصوابها بصوتها العالي وشبشبها البلاستيك وجراءتها في الدفاع عن وجودها وحقها في العمل وتربيه ابناءها واكل عيشها ...
كانت تجلس في الشارع تحت شمسيه تحمي رأسها من شمس الشارع الحارقة وتأمر صبي القهوة يحضر لها الماء البارد بالمزهر ويصنع لنا القهوه من البن الذي حمصته في بيتها وحوجته بيديها وتبيع الخضار وتشاكس زبائنها وتضحك وتقرأ الجرائد وتتناقش في اخبار البلد واحوالها .. 
تبيع الخضار وتربي الاولاد وتخدم جاراتها بمنتهي الحب والود وتشقي علي حياتها وتثبت اقدامها في الارض وترفع رأسها في السماء وتخلق لنفسها مكانا مصونا في الحياة والدنيا ....
الشقيانة ...
تركت الحي وغادرته وبقيت اتذكرها كلما تذكرت المصريين وصراعهم مع الحياه وانتصارهم عليها ، كنت واثقه انها ستعيش وتنتصر ، سترهقها الحياه لكنها لن تغلبها ، ستصل بابناءها لبر الامان وتكمل تعليمهم وتفلح تزوجهم زيجات تسعد قلبها ، ستكون الام المصرية الجميله التي تدخل بالمواسم علي اولادها في بيوت زواجهم وتظل يدها العليا تساعدهم قبلما يحتاجوها ، بقيت اتذكرها كلما تذكرت المصريين ، اتذكرها وهي تعتلي العربه الكارو الخشبيه عائده قبل شروق الشمس من السوق تجلس بفخر بجوار الاقفاص والقفف التي ترص فيها الخضار الطازج رأسمالها واكل عيشها ، اتذكرها وهي تقرأ الصحف الثلاث ورقه ورقه وتبتسم ارتباكا لو استعصي عليه خبر او موضوع ، اتذكرها وهي تحتسي قهوتها برائحة التحويجه الجميلة امام نصبة الخضار ، اتذكرها وهي تدفعني برقه بعيدا عن اقفاص الخضار لاني خايبه مابعرفش انقي ولاافرز .....
تركت الحي لكني ظللت اعتبرها صديقتي رغم الحياه التي باعدت بيننا ، بعد خمسه عشر عاما دخلت علي مكتبي تزورني ، تصورتها في مشكله تحتاجني ، لكنها اتت لتزورني ، بجلبابها الابيض وطرحتها الحريرية البيضا وعينيها الكحيلتين يومها شربنا القهوة والسجائر وضحكنا واطمئنيت عليها وهي ايضا اطمئنت علي كما قالت لي ...
عشره سنوات بعدها وقررت ازورها في السوق ، يومها وجدت نصبة الخضار اكبر واطفالها اكبر والبنت صار عروس علي وش زواج تعمل في وظيفه محترمه والولد كبر وصار رجل البيت يضرب اخته كما علمته وينهرها لانها تتأخر في السوق ، تسبه وهي تضحك لكنها فرحه ان شقاها اثمر رجلا زينه الرجال وعروسه جميلة .... يومها جلسنا فوق الاقفاص الخوص تحت الشمسية وشربنا الشاي والقهوة والحاجه الساقعه وضحكنا ووعدتها بزياره طويلة ، لكن الحياه لاتساعدنا دائما نفي بوعودنا .... 
منذ عدة شهور ، تذكرتها وقررت ازورها ، بحثت عن رقم تليفونها المحمول ، كلمتها فصرخت لاني مازلت اتذكرها ، قصت علي انها تتباهي بصداقتي بعدما صرت اطلع في التلفزيون كثيرا وانا تخبر جاراتها بصداقتي وانهن يتشككن في كلامها ، اكدت عليها اني سأتي ازورها في السوق قريبا وساجلس معها ومع زبائنها وجاراتها واؤكد لهن اننا اصدقاء ، مرت شهور ولم اذهب ، اتصلت بي وعاتبني وخجلت من رقه عتابها وقررت وحسمت امري ازورها ...
لم اجدها هذه المره علي نصبة في الشارع ، بل استأجرت محل تفرش امامه خضارها الطازج ، كنت ناويه اصور السوق وبائعيه وهي من ضمنهم ، لكني وقتما جلست معها ، بجلبابها الفوشيا وكفوفها الخشنه ونضارتها العتيقة وحيوية روحها والخرج المعلق في رقبتها تلقي فيه برزقها الذي يهبها له الرزاق ، وقتما جلست معها وطلبت انتظر لاري احفادها وفرحه عمرها ، واتي الصغار فرحين بها وهي فرحه بها ، في تلك اللحظة ، قررت اصورها فقط ولتصبح صورها حكايه ....
مازالت شابه ، روحها شابة ، تقفز الحيويه من وجودها ، التجاعيد تكشف قوه روحها في الحياة ، جلبابها المزركش يخبرنا جميعها بحبها للحياة ، طرحتها المنقوشه تنبض بالحياة مثل روحها ، كفيها المشققتين يفصحا عن شقا اثمر فرحة ، نضارتها العتيقة تؤكد انها مازالت تقرأ الصحف والجرائد ، الابتسامه التي شقت صدرها وخرجت من قلبها وقتما جلس الاحفاد والحفيدات علي قدميها احسستني بامتنانها للحياه التي قست عليها لكنها في النهايه كافئتها بفرحة واحفاد وبنت مستورة في بيت جوزها وابن صار رجل مسئول عن اسرته وهي مازالت تشقي في الحياه وتبيع خضارها امرأه حره قوية مستقلة ....
الشقيانه ، صديقتي الجميله احبك واحبك واحبك والاكثر والاهم ، احترمك وصراعك مع الحياة وانتصارك عليها ...
هذه صورها ، جلبابها ، خفه ظلها ، طرحتها ، خرج الرزق علي صدرها ، كفيها المشققتين ، احفادها وفرحه العمر .....

الخميس، 2 أبريل 2015

نحن الان في قناة السويس الجديدة














































انها الرحلة لقناة السويس الجديدة 
الرحله للمستقبل 
وخطواته التي نراها امام اعيننا
......
نحن الان نسير في المركب داخل قناه السويس الجديدة 
مازالت الاعمال تجري علي قدم وساق 
الكراكات البحرية 
واعمال الحفر والتكسيات في ضفتي القناة 
مازالت السيارات الكبيرة تحمل الرمال الناتجة عن زياده العمق 
والماكينات تستخلص المياه من الرمال وتعيد المياه في مواسيرها 
للقناة مره ثانية 
نعم مازالت الاعمال تجري علي قدم وساق 
لكن المياه الخضراء الزاهيه تسطع بين ضفتي القناه 
تجري فيها وفوقها المراكب 
والنوارس 
نعم ، النوارس افتتحت قناة السويس الجديده 
وحلقت فوقها وعامت علي سطحها 
والامواج الصغيرة تجري علي سطح المياه 
من اثر المراكب واللانشات التي تجري مسرعه فوق وجه القناه الجديده 
الموقع يعج بالحيوية والحياة 
بالاراده والتصميم 
بالجهد والعرق 
بالفرحه والانجاز 
هيئه قناه السويس ومهندسيها وفنيها 
العمال السائقين الحفارين 
فوق ظهر الكراكات 
جميعهم يعملوا معا ويحملوا مصر بجهدهم صوب المستقبل 
انها قناه السويس الجديده يامصريين 
اموالكم التي دفعتوها فطرحت فرحه 
وحلقت بكم ووطنكم صوب مستقبله الجميل 
تحيا مصر 
تحيا مصر 
تحيا مصر والف تحيا